کد مطلب:323817 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:368

شهادة المودودی و آثار الصهیونیة و البهائیة
و بعد ما تقدم نقدم هنا شهادة الأستاذ أبی الأعلی المودودی فی بعض جوانب هذه الحضارة، التی أفسدتها الصهیونیة و روافدها البهائیة و ما أنشأته من آثار تنطوی علی تهدید مدمر للحیاة الانسانیة ذاتها فضلا علی الخصائص الانسانیة.

من كتاب «الحجاب»:

«أن اساطین الفلسفة و الأدب و أقطاب العلوم الطبیعیة الذین رفعوا لواء الاصلاح فی القرن الثامن عشر، كانوا - كما سبق لنا الاشارة الیه - یجابهون نظاما للتمدن فیه أنواع من القیود و السدود، و فیه صلابة من غیر مرونة، و عسر من غیر یسر، طافحا بالتقالید التی لا یقبلها الطبع و الضوابط الجامدة، و الطرق المناقضة للفطرة و العقل. و زاد طینه بلة انحطاط القوم المتواصل علی طول القرون فجعله عقبة كأداء فی كل طریق للرقی. فبجانب، كانت النهضة العلمیة و العقلیة الجدیدة تبعث فی نفوس الطبقة المتوسطة أشد المیل الی التقدم و النبوغ بالعمل و الاجتهاد الذاتی. و بجانب آخر كانت علی رؤوسهم طبقة الأمراء و الزعماء الدینیین تبالغ فی شدهم بالأغلال التقلیدیة. فمن الكنیسة الی الجندیة و القضاء، و من قصور الامارة الی المزارع و دور التجارة.. كل شعبة من شعب الحیاة، و كل مؤسسة للتنظیمات الاجتماعیة، كانت تجری علی نظام یتبح لبعض الطبقات المخصوصة بحجة امتیازاتها القدیمة و حقوقها المتوارثة، أن تعسف و تجور علی من لا
ینتمی الیها من العاملین الناهضین، فتذهب بثمار أعمالهم، و تستأثر بنتاج مواهبهم و كفاءاتهم. فكل محاولة یقوم بها القائمون لاصلاح تلك الحال كانت تخفیف و تفضل، بازاء أثرة الطبقات المسیطرة و جهالتها..

«لهذه الأسباب كلها غدت الطبقات الناشدة للاصلاح تثور فی نفوسهم مع الأیام ثائرة الانقلاب الجامحة، حتی غلبت علیهم و عمتهم، آخر الأمر، نزعات البغی و الثورة علی هذا النظام الاجتماعی بجمیع شعبه و أجزائه.. و راج بین الناس نظریة متطرفة فی الحریة الشخصیة، ترمی الی اعطاء الفرد الحریة التامة، و الاباحیة المطلقة بازاء المجتمع. فأصبحوا ینادون بأنه یجب أن یكون للفرد الحق المطلق فی عمل ما یشاء، و الحریة الكاملة فی ترك ما یشاء، و لیس للمجتمع أن ینتزع منه الحریة الشخصیة... الخ [1] .

«من غرائب الاتفاق أنه قد واتت هذا الانقلاب الفكری - و هو فی صدر شبابه - أسباب تمدنیة أخری. ففی هذا العصر قامت الثورة الصناعیة الشهیرة، و أعقبتها تغیرات هامة فی الحیاة الاقتصادیة، كان من آثارها المترتبة علی الحیاة التمدنیة ما هو عون علی تحویل وجهة سیر الاجتماع الحدیث الی حیث ترید الآداب الانقلابیة أن تحولها. و ذلك أن تصور الحریة الشخصیة، الذی نشأ علیه النظام الرأسمالی، جاءت الاختراعات المیكانیكیة، و امكانات و فرة الانتاج الصناعی تحكمه و تقویه. فأقامت الطبقات الرأسمالیة مؤسسات صناعیة و تجاریة كبری، و تحولت المراكز الجدیدة للصناعة و التجارة الی مدن عامرة، أصبح ینجر الیها من القری و الأریاف أضعاف الملایین من النفوس. و غلت تكالیف الحیاة غلاء فاحشا، و ارتفعت أسعار الحاجیات للحیاة، من المطعم و الملبس و المسكن، الی ما فوق طاقة العامة، زد علی ذلك أن أضیف
الی حاجات الحیاة ما لا یحصی من وسائل المعیشة المتجددة لأسباب راجع بعضها الی ارتقاء التمدن و بعضها الی مساعی أهل الثروة.

«و لكن النظام الرأسمالی لم یوزع الثروة بین الناس بما یكفل للجمیع وسائل الحصول علی تلك المتع و اللذات، و أدوات الزینة و الزخرفة التی أدخلها فی لوازم الحیاة، بل هو لم یهیی ء للعامة من وسائل المعاش ما یسدون به عوزهم بسهولة من حاجات الحیاة الحقیقیة - و هی السكنی و الطعام و اللباس - فی تلك المدن التی قد زج بهم الیها..

كان من نتائج ذلك كله أن أصبحت المرأة كلا علی زوجها، و أصبح الولد عبثا علی أبیه، و تعذر علی كل فرد أن یقیم أود نفسه، فضلا عن أن یعول غیره من المتعلقین به. و قضت الأحوال الاقتصادیة أن یكون كل واحد من أفراد المجتمع عاملا مكتسبا. فاضطرت جمیع طبقات النساء - من الأبكار و الأیامی و الثیبات - أن یخرجن من بیوتهن لكسب الرزق رویدا.

«و لما كثر بذلك اختلاط الصنفین، و احتكاك الذكور و الاناث، و أخذت تظهر عواقبه الطبیعیة فی المجتمع، تقدم هذا التصور للحریة الشخصیة، و هذه الفلسفة الجدیدة للأخلاق، فهدأ من قلق الآباء و البنات، و الاخوة و الأخوات، و البعولة و الزوجات، و جعل نفوسهم المضطربة تطمئن الی أن الذی هو واقع أمام أعینهم، لا بأس به، فلا یوجسون منه خیفة، اذ لیس هبوطا و تردیا، بل هو نهضة و ارتقاء و لیس فسادا خلقیا، بل هو عین اللذة و المتعة التی یجب أن یقتنیها المرء فی حیاته، و أن هذه الهاویة التی یدفع بهم الیها الرأسمالی، لیست بهاویة النار، بل هی جنة تجری من تحتها الأنهار [2] .
«و ما وقف الأمر عند هذا الحد. بل جاء النظام الرأسمالی الذی دفعت قواعده علی هذا التصور للحریة الشخصیة، فمنح الفرد حقا مطلقا من كل قید أو شرط فی اكتساب الثروة بكل ما أمكنه من الطرق. و تبعته فلسفة الأخلاق فأباحت له كل وسیلة یمكن أن تتخذ لجمیع الأموال، و ان كان اثراء الفرد الواحد بتلك الوسائل و الطرق مهلكة أفراد كثیرین.. و بذلك تألف نظام التمدن، من أوله الی آخره، علی صورة تؤثر الفرد علی الجماعة من كل وجهة، و لیس فیها ضمان للمحافظة علی مصالح الجماعة بازاء أثرة الفرد. فانفتحت السبل علی اخوان الطمع و الأثرة لیغیروا و یعتدوا علی المجتمع كیف یشاءون. فعمد هؤلاء الی الغرائز الانسانیة یتحسسون فیها مواطن الضعف و الخلل، و راحوا یتفننون فی استغلالها لأغراضهم. فقام واحدهم، و روج فی الناس سیئة الخمر جلبا للثروة الی جیبه، و لم ینهض منهم من ینقذ المجتمع من غوائل هذا الطاعون. و قام آخر و ابتلی خلق الله بآفة الربا، و نصب شبكته فی القاصیة و الدانیة، و ما هناك من بدفع عن دماء الناس ضر هذا العلق، بل حافظت القوانین علی مصلحة هذه الدویبة الفتاكة، كی لا یسلم منها أحد بقطرة من دمه. و جاء ثالث و أشاع فی المجتمع طرقا مبتكرة للقمار، حتی لم تسلم شعبة من شعب التجارة من عنصره، و ما ثمة من یتقدم لحفظ الحیاة الاقتصادیة من هذه الحمی المحرقة.

«و ما كان من الممكن فی هذا العصر من الأنانیة و البغی و العدوان الفردی أن یعزب عن اخوان الأثرة و الطمع، ذلك الضعف الانسانی الأكبر.. الشهوة الجامحة.. التی یمكنهم باستثارتها جلب كثیر من المنافع. فلم یفتهم ذلك فعلا، بل استخدموا غریزة الشهوة العارمة فی الانسان ما وسعهم و ما أمكنهم. اذ أصبح مدار العمل و العنایة كلمة فی المراقص و المسارح و مراكز اخراج الأفلام، علی أن تستخدم لها الغید الحسان، و یعرضن علی المنصة فی صورة أكمل من التبرج، و فی هیئة أقرب ای العری، و یجلب الذهب من جیوب الرجال بأكثر ما یمكن من اضرام نار الشهوة فیهم.. جاء قوم فمهدوا الأسباب لاكراء النساء، و تقدموا
بحرفة البغاء الی أن أصبحت تجارة دولیة منظمة.. و جاء آخرون فتفننوا فی صنع أدوات الزینة و الزخرفة، ثم عمموها فی المجتمع لیزیدوا من غریزة التبرج التی جبلت علیها المرأة الی أن یجعلوها فیهن هوسا، و یجمعوا بذلك الذهب و الفضة مل ء أكفهم.. و جاء فئة أخری فاخترعوا لملابس النساء أزیاء كاشفة مغریة، و استخدموا كل فاتنة الجمال لتلبسها و تغشی بها النوادی و الحفلات، حتی یقبل علیها الشباب و یفتنوا بها، فتغرم الفتیات بتلك الأزیاء الجدیدة من اللباس، و تربح تجارة مخترعیها. و تذرع آخرون باشاعة الصور العاریة و القصص الغرامیة، و المقالات الخلیعة، الی استدرار الأموال، و أخذوا كذلك یملأون جیوبهم باصابة العامة بالجذام الخلقی. حتی انتهت الحال، علی مضی الأیام، الی أن لم تبق ناحیة من نواحی التجارة خالصة من عنصر الاغراء. و ها أنت ذا صرت لا تری فی زمانك هذا اعلانا من الاعلانات التجاریة فی الجرائد و المجلات، الا و سمته الملازمة البارزة، صورة امرأة عاریة أو فی حكم العاریة، كأنه لم یعد من الممكن أن یكون اعلان ما وافیا بالغرض بدون وجود المرأة [3] و لا تجد كذلك فندقا من الفنادق و لا مقهی، و لا صالة عرض الا و قد استخدمت فیها المرأة لتعمل عملها المغناطیسی فی الرجال.

«و كأن المجتمع المسكین المخذول لا یملك - حیال ذلك كله - الا وسیلة واحدة للمحافظة علی مصالحه. و هی أن یستعین بتصوراته الخلقیة علی دفع تلك الغارات عن نفسه، و یتحفظ من استیلاء غریزة الشهوة علیه.. و لكن النظام الرأسمالی لم یكن من الضعف و الهوان بحیث یمكن رد حملته بسهولة. و انما كان من ورائه فلسفة كاملة الأداة، و عسكر شیطانی عرموم، من العلوم و الآداب، كانا لا یزالان یعملان عملهما فی نسخ النظریات الخلقیة و محوها من النفوس.
«و من براعة القاتل - و الله - أن یحمل قتیله علی الاستسلام للقتل بطیب خاطره و رضاه» [4] .

... «و هذه حال المرأة عندهم.. و أما الرجال فما تزیدهم كل هذه المظاهر الخلابة من الجمال النسوی الا شوقا و طموحا و نهمة. لأن نار الشهوة و العاطفة البهیمیة المتأججة فی الصدور، لا تخمد بكل منظر جدید من الخلاعة و السفور، بل تزداد لهیبا، و تتطلب منظرا آخر أكثر منه سفورا و حسورا و تكشفا. و مثلهم فی ذلك كمثل من تصیبه لفحة من السموم، فیكاد لا یسكن ظمؤه. كلما ازداد شربا ازداد عطشا و ظما. فهم دائما فی اعداد أدوات، و تهیئة أسباب و ظروف لاطفاء أوار شهوتهم المبرح بهم، و لا یهدأ لهم دون ذلك بال، و لا هم یستقر لهم قرار. و ما هذه الصور العاریة، و هذا الأدب المكشوف و هذه القصص الغرامیة و هذه المراقص و المباذل، و المسرحیات المشحونة بالانفعالات و النزعات العارمة.. ما هذه كلها الا نماذج من جهودهم و حیلهم التی یتعاطونها لا خماد الشهوات الجامحة - و لكن فی الحقیقة لاستثارتها و النفخ فیها - التی أججها هذا المجتمع الماجن، و تلك الحیاة الاجتماعیة الضالة، فی صدر كل فرد من أفرادهم.. و لكنهم سموها بالفن لاخفاء هذا الضعف الكامن فی نفهوسهم و فی حیاتهم.

«و لا یزال هذا الداء الوبیل - من غلبة الشهوات البهیمیة - ینخر فی كیان الأمم الغربیة، و یتنقص من قوة حیاتها بسرعة هائلة. و التاریخ یشهد أنه ما سری هذا الداء فی مفاصل أمة، الا أوردها موارد التلف و الفناء. ذلك بأنه یقتل فی الانسان كل ما آتاه الله من القوی العقلیة و الجسدیة لبقائه و تقدمه فی هذه الحیاة. و أنی للناس - لعمر الله - ذلك الهدوء و تلك الدعة و السكینة، التی لابد لهم منها لمعالجة أعمال الانشاء و التعمیر، ما دامت تحیط بهم محركات شهوانیة من كل جانب، و تكون عواطفهم عرضة أبدا لكل فن جدید من الاغراء و التهییج،
و یحیق بهم وسط شدید الاستثارة، قوی التحریض، و یكون الدم فی عروقهم فی غلیان مستمر بتأثیر ما حولهم من الأدب الخلیع، و الصور العاریة، و الأغانی الماجنة، و الأفلام الغرامیة، و الرقص المشیر، و المناظر الجذابة من الجمال الأنثوی العریان، و فرص الاختلاط باصنف المخالف. أستغفر الله - بل أنی لهم و لأجیالهم الناشئة - أن یجدوا فی غمرة هذه المهیجات الجو الهادی ء المعتدل الذی لا مندوحة عنه لتنشئة قواهم الفكریة و العقلیة، و هم لا یكادون یبلغون الحلم حتی یغتالهم غول الشهوات البهیمیة و یستحوز علیهم. و اذا هم وقعوا بین ذراعی هذا الغول فأنی لهم النجاة منه و من غوائله و عوادیه؟» [5] .

«كان أكثر الأمم تأثر بحركة منع التناسل هی فرنسا. فكانت نسبة الموالید فیها الی الانخفاض منذ أربعین سنة علی التوالی (عند نشوب الحرب العالمیة الاولی) و لم تكن الا عشرین مقاطعة من مقاطعات فرنسا السبع و الثمانین تربو فیها نسبة الموالید علی نسبة الوفیات. و اما المقاطعات السبع و الستون الباقیة، فكانت نسبة الوفیات فیها اكبر من نسبة الموالید. و كان معدل الوفیات فی بعض مقاطعاتها یتراوح بین 170، 130 بازاء كل مئة مولود. فلما نشبت الحرب العالمیة الأولی، و دفعت الأمة الفرنسیة الی موقف حرج بین الموت و الحیاة، أدرك فكرها بغتة أن هذه الأمة البائسة تفتقر الی شباب مقاتلین، و رجال محاربین، و أنه أن ضحی - علی الفرض - بذلك العدد القلیل من شباب الأمة و فتیانها فی الدفاع عن الوطن فی تلك الآونة، فانه لن تمكن النجاة من كرة العدو الثانیة. فكان من انبعاث هذا الشعور فی نفوس الفرنسیین أن تملكت مشاعرهم فكرة الاستزادة من النسل حتی خبلتهم، و جعل الكتاب و الصحفیون و الخطباء - و حتی أهل الجد من رجال الدین و السیاسة - كلهم یهیبون بالناس، من كل جانب، و بصوت واحد: ان یكثروا من التولید و التناسل، و لا یبالوا بالقیود
التقلیدیة من النكاح و الزواج. و نادوا ان العذراء التی تتبرع برحمها للتولید خدمة للوطن، تستحق العز و الكرامة لا العتب و الملامة! و كان هذا العصر المضطرب بطبیعة حاله حافزا قویا لدعاة الحریة و الاباحیة، فانتهزوا الفرصة السانحة، و بثوا جمیع ما كان قد بقی فی جعبة فكرهم الشیطانی من النظریات» [6] .

«ان أول ما قد جر علی الفرنسیین تمكن الشهوات منهم، اضمحلال قواهم الجسدیة، و تدرجها الی الضعف یوما قیوما. فان الهیاج الدائم قد أوهن أعصابهم، و تعبد الشهوات یكاد یأتی علی قوة صبرهم و جلدهم، و طغیان الأمراض السریة قد أجحف بصحتهم. فمن أوائل القرن العشرین لا یزال حكام الجیش الفرنسی یخفضون من مستوی القوة و الصحة البدنیة المطلوب فی المتطوعة للجند الفرنسی، علی فترة كل بضع سنین، لأن عدد الشبان الوافین بالمستوی السابق من القوة و الصحة لا یزال یقل و یندر فی الأمة علی مسیر الأیام. و هذا مقیاس أمین یدلنا - كدلالة مقیاس الحرارة فی الصحة و التدقیق - علی كیفیة اضمحلال القوی الجسدیة فی الأمة الفرنسیة» [7] .

«و النكبة الثانیة العظیمة التی قد جرها علی التمدن الفرنسی طغیان الشهوة المطلقة، و رواج الأباحیة و قبولها: هی خراب النظام العائلی و تقوض بنیانه.....» [8] .

«و الأمة الفرنسیة - كما أسلفت - لا تزال تهبط فیها نسبة الموالید منذ ستین عاما متوالیة. ففی بعض السنین تزید نسبة الوفیات علی نسبة الموالید و فی
الأخری تتساویان، و فی الثالثة لا تزید علی نسبة الوفیات الا بقلیل جدا. و بجانب آخر لا یزال عدد الجالیة المهاجرین فی فرنسا ینمو و یكثر، فكانوا قرابة ثلاثة ملایین من بین اثنین و أربعین ملیونا من سكان فرنسا الاصلیین سنة 1931. و ان استمرت الحال علی ما هی علیه الآن، فلا یستبعد أن تعود الأمة الفرنسیة عند ختام القرن العشرین أقلیة فی وطنها هی...» [9] .

«و لا یحسبن أحد أن الأمة الفرنسیة تنفرد بذلك كله و تشذ عن غیرها فی هذا الباب بل الأمر أن جمیع الأمم التی قد آمنت بما ذكر آنفا من نظریات الأخلاق و مبادی ء الاجتماع المتطرفة تماثلها و تجاریها فی تلك الحال».... [10] .


[1] ابوالأعلي المودودي: كتاب الحجاب، ص 61 - 60.

[2] كانما هذا الرجل الفاضل العميق النافذ يصف ما تقوم به صحافة و كتاب قصة و أجهزة توجيهية كثيرة في بلادنا، في دأب و اصرار.. ان بروتوكولات صهيون تقول: انها ستقوم بهذا التدمير في جميع الأمم، لتسقط في يد ملك صهيون في النهاية.. سيد قطب: السابق، ص 145.

[3] يعقب الاستاذ سيد قطب علي ذلك يقوله «اقرأ هذا، و اقرأ صفحات (المرأة) في صحافتنا كلها، فأجد كانما الرجل يصف ما عندنا، لا ما هو واقع في ذلك العالم الرأسمالي و أعود الي «بروتوكولات صهيون» فأجد فيها النص علي اتباع هذه الحظة. و اعلم - اذن - من أين تستقي صحافتنا مناهجها، و ما هي الخطة التي تنفذها في مجتمعنا..؟!.

[4] المودودي السابق، ص 87 - 82.

[5] السابق ص 39 - 37، راجع في كتاب سيد قطب ص 149: شهادة الدكتور كاريل السابقة في ضرورة الكبت فترة، ضمانا للنهو العقلي، علي عكس ما يهتف به دعاة الاباحية و النحلل و البهائي للشباب المسكين، تنفيذا لبروتوكولات صهيون!.

[6] السابق (المودودي) ص 73 - 72.

[7] و قد علق الاستاذ سيد قطب علي ذلك بقوله: و مثل هذه الظاهرة اخذت تنجلي في الشباب الامريكي. فقد أعلن رئيس الولايات المتحدة ان أكثر من مليون شاب امريكي لم يصلحوا للخدمة العسكرية من بين ستة ملايين تقدموا للتجنيد. و عزا ذلك الي ضعف بنية الشعب الامريكي بصفة عامة، نتيجة حياة الترف التي انغمس فيها.. «سيد قطب: السابق ص 150».

[8] المودودي: السابق، ص 114.

[9] المودودي: السابق، ص 132.

[10] المودودي: السابق، ص 123.